الجديدة، المغرب – ارتفعت أعداد المصابين بحالات تسمم غذائي بين المدعوين لحفل زفاف أقيم بالجماعة الترابية مولاي عبد الله أمغار، قرب مدينة الجديدة، لتصل إلى 152 حالة حتى الآن، بحسب ما أفاذ به المندوب الإقليمي للصحة بالجديدة. ورغم هذا العدد المرتفع من الإصابات، لم تُسجل أي حالات وفاة، فيما تواصل السلطات الصحية التحقيق في أسباب هذه الحادثة التي أثارت قلقًا واسعًا في المنطقة.
تفاصيل الحادث
بدأت حالات التسمم بالظهور بعد ساعات قليلة من انتهاء الحفل، حيث اشتكى العديد من المدعوين والمدعوات من أعراض مثل آلام شديدة في البطن، الغثيان، الإسهال، والقيء. وتزايدت الأعراض حدة مع مرور الوقت، مما استدعى نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة وإلى مراكز صحية أخرى لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم.
استنفار طبي وتحقيقات مستمرة
وعلى إثر الحادثة، استنفرت السلطات الصحية والطبية مختلف مواردها للتعامل مع الوضع الطارئ. وجرى فتح تحقيق لتحديد أسباب التسمم، حيث أُخذت عينات من الأطعمة المقدمة في الحفل لإخضاعها لتحاليل مخبرية دقيقة. ومن المتوقع أن تُسفر نتائج هذه التحاليل عن تحديد المصدر الأساسي للتسمم، سواء كان ناجمًا عن تلوث الأطعمة المقدمة، أو سوء حفظها، أو تعرضها لمواد ملوثة.
وأكد السباغي أن وزارة الصحة والإدارات المحلية تتابع تطورات الوضع عن كثب، مشددًا على ضرورة انتظار نتائج التحاليل قبل إصدار أي استنتاجات حول الأسباب المباشرة للحادثة.
استجابة ميدانية وعلاج المصابين
تزامنًا مع بدء ظهور الحالات، قامت فرق الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة. وتم تجهيز المستشفى الإقليمي بالجديدة لاستقبال الحالات الطارئة، حيث تم توفير الأدوية الضرورية والمستلزمات الطبية اللازمة. وأكدت مصادر طبية أن أغلب الحالات تتلقى العلاج المناسب وأن حالتهم الصحية مستقرة نسبيًا، باستثناء عدد قليل من الحالات التي تطلبت متابعة دقيقة نتيجة معاناتها من أعراض أكثر حدة.
ردود فعل الأهالي والسكان المحليين
أثارت هذه الحادثة حالة من القلق والغضب بين أهالي المنطقة، الذين طالبوا بإجراءات صارمة لمحاسبة المسؤولين عن تقديم الأطعمة الملوثة في الحفل. كما دعا السكان إلى ضرورة تشديد الرقابة الصحية على الحفلات والتجمعات التي تُقدم فيها وجبات غذائية على نطاق واسع.
وفي الوقت نفسه، انتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب السلطات بالتدخل العاجل لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، من خلال تعزيز الرقابة الصحية على تجهيز وتقديم الأطعمة، خاصة خلال المناسبات الكبيرة.
الوقاية من التسمم الغذائي
تُبرز هذه الحادثة أهمية التوعية بأسباب التسمم الغذائي وسبل الوقاية منه. ويعتبر سوء تخزين الطعام، أو استخدام مكونات غير صالحة، أو عدم الالتزام بالمعايير الصحية أثناء إعداد الوجبات من أبرز الأسباب الشائعة للتسمم. ولتقليل المخاطر، تُوصي الجهات الصحية باتباع الإرشادات التالية:
1. الالتزام بمعايير النظافة أثناء إعداد الطعام، بما يشمل غسل اليدين والأدوات المستخدمة.
2. تخزين الأطعمة بدرجات حرارة مناسبة لتجنب نمو البكتيريا المسببة للتسمم.
3. تجنب استخدام مكونات غير صالحة أو منتهية الصلاحية.
4. فحص الأطعمة جيدًا قبل تقديمها في المناسبات الكبرى، خاصة تلك التي تُقدم لأعداد كبيرة من الأشخاص.
رغم عدم تسجيل أي حالات وفاة في هذه الحادثة، إلا أن العدد الكبير للمصابين يعكس خطورة التسمم الغذائي وأثره على الصحة العامة. وتُبرز الواقعة ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لضمان سلامة الأطعمة المقدمة في المناسبات الجماعية، مع تكثيف الرقابة الصحية على إعداد وتقديم الوجبات.
ومع انتظار نتائج التحقيقات، يأمل السكان أن تُسهم هذه الحادثة في تعزيز الوعي بأهمية الالتزام بالمعايير الصحية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة في المستقبل.
Tags
آخر الأخبار